هل يمكن للاحتباس الحراري أن يسبب عصر جليدي جديد؟

الأرض، بأنضمة توازنها، قد تقلب توقعات مستقبلنا!


هل لاحظت من قبل أن الولاية الأمريكية فلوريدا وقلب الصحراء الجزائرية يشتركان في نفس خط الطول في خريطة العالم؟ هذا قد يجعلك تتعقد أن مناخ الاثنين قد يكون متشابها كونهما يتعرضان الى نفس كمية اشعاعات الشمس. لكن معدل درجات حرارة فلوريدا هو 21.5 أما الصحراء الجزائرية فمعدل حرارتها هو30c° فما سبب هذا الاختلاف؟


يعود هذا الاختلاف في درجة الحرارة الى اتار المحيط الأطلسي على مناخ القارتين. وذلك لوجود ما يعرف بالدورة الحرارية الملحية.

الدورة الحرارية الملحية

تحافظ مياه المحيطات في خط الاستواء على حرارتها طوال العام نتيجة تعرضها لكميات كبيرة من الاشعاعات الشمسية، مسببتا تبخرها تاركة الملح الذي تحتويه هذه المياه هذا يؤدي الى ارتفاع تركيزه وبالتالي زيادة كثافة هذه المياه. هذه الزيادة في الكثافة تلغى بسبب حرارة المياه، فكلما زادة حرارة الماء نقصت كثافته.

لكن مياه المناطق الاستوائية تسافر نحو الشمال الشرقي بفعل التيارات السطحية بفعل الرياح، فتفقد بالتالي حرارتها مسببة زيادة حرارة المناخ في الساحل الشرقي للمحيط الأطلسي.

كلما سافرت هذه المياه شمالا نقصت حرارتها، حتى تصل الى المحيط القطبي الشمالي اين تتجمد المياه مخلفة المزيد من الملح الذي يزيد كثافة المياه مما يسبب غوص المياه شديد التركيز حوالي 4 كيلومترات في أعماق المحيط مشكلا شلالات ضخمة داخل المحيط. هذه المياه المالحة تنطلق في رحلة نحو الجنوب عبر تيارات عميقة، وهكذا نتحصل على دورة مياه مستمرة في وجود توازن بين الحرارة والملوحة. لكن هذا التوازن مهدد!


مع تزايد درجات الحرارة أصبح العلماء يتوقعون حدوث تغيرات كبيرة لهذه دورة قد تؤدي الى توقفها تماما. اذ أن ذوبان جليد القطبين قد يخفض ملوحة المياه وبالتالي توقف غوص المياه والتيارات المحيطية العميقة.
كل هذا قد يؤذي لتغييرين جذريين للمناخ كما نعرفه:

·         أولا: ارتفاع درجات الحرارة في المناطق الاستوائية: فتوقف التيارات يعزل المنطقة حراريا. هذا قد يسبب نذره أمطار وجفاف وعواصف عنيفة وتغيرات مفاجئة للطقس قد تكون كارثية.
·         ثانيا: انخفاض حاد لدرجات الحرارة في المناطق الشمالية: وذلك لتوقف التيارات الساخنة الاتية من الجنوب. مسببا زحف أنهر جليدية مغطية معظم أوروبا وأمريكا الشمالية.



قد يختلف العلماء في نظرياتهم وتوقعاتهم لكن أثبتت دراسات في الكتل الجليدية في غرينلاند أن كوكب الأرض يمر عبر فترات حرارة تليها فترات برودة دوريا. فيما يعرف بالعصر الجليدي الصغير والحقبة الساخنة.
لكن هذه المرة شهدت الأرض زيادات في درجات الحرارة حادة مما يدعو الى توقع انخفاضات حادة هي الأخرى قد تكون فريدة من نوعها.